المستخلص:
يرى الجابري أن الجاحظ و ابن رشد و ابن عربي هم الرموز الثلاثة الذين تحكم أنظمتهم العقل العربي ، فالجاحظ يمثل النظام البياني و ابن عربي يمثل النظام العرفاني و ابن رشد يمثل النظام البرهاني، حاول الجابري في مشروعه أنتاج الاسئلة من جديد، و يحاول تطوير التساءولات في أنتاج المعرفة، محاولاً أتخاذ الموضوعية في التحليل و الاستنتاجات، و لكننا نجده مع الشيخ الرئيس ابن سينا يتخذ موقفاً سلبياً ، فيرى ابن سينا الفيلسوف غير ابن سينا الطبيب. ورغم أننا أمام علمين من أعلام الفكر العربي الاسلامي و هم الشيخ الرئيس ابن سينا و الدكتور الجابري ، و محاولة الوقوف أمام هكذا أعلام يحتاج الى مطولات تخضع للتحليل و البحث و التقصي، ولكن في دراستنا الموسومة نحاول أن نقدم و لو بالاجمال مكانة ابن سينا في الواقع العلمي سواء على مستوى الفكر العربي الاسلامي و الغربي، لنبرز هل كان يستحق الشيخ الرئيس من الدكتور الجابري هكذا موقف سلبي، و كذلك وقفنا على موقف الجابري من العقل العربي و الانظمة المعرفية للعقل العربي و ذلك لضرورة أن توضح الصورة، أضف الى ذلك كان لابد من بيان نقد الجابري للقراءة التقليدية السلفية ، و كيفية قراءة الجابري للفلسفة العربية الاسلامية، أي من خلال أدوات داخلية اسلامية أم خارجية غربية، مع كيفية قراءة الجابري للشيخ الرئيس ابن سينا، و لماذا اتخذ منه هذا الموقف السلبي، و بعدها ننتقل الى اهم من نقد مشروع الجابري من المفكرين العرب المعاصرين، حيث نقدوا أهم مرتكزات مشروع الجابري، و عندما تنقد تلك المرتكزات، تظهر الايديولوجية التي تعامل فيها الجابري مع الشيخ الرئيس. فالدراسة تحاول أن تبين مكانة ابن سينا موضوعياً و الايديولوجية التي تعامل فيها الجابري من الشيخ الرئيس من خلال نقد مرتكزات الجابري، من أجل الحفاظ على حقيقية فيلسوف قدم و أضاف للفلسفة الاسلامية ما لم تأتي به الفلسفة اليونانية.