خلال لقائه بالوفد الديني الصربي:

السيد أبو الحسن نواب: جامعة الأديان والمذاهب هي الجامعة الوحيدة في العالم الإسلامي المعنية بشؤون الأديان

تاريخ النشر

استقبل حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الحسن نواب رئيس جامعة الأديان والمذاهب، وفداً دينياً من صربيا والبوسنة والهرسك ضم كلاً من “راستكو يوفيج” أستاذ الإلهيات في جامعة بلغراد، و”الكساندر ياكوفاج” أستاذ الإلهيات المنهجية في جامعة بلغراد، و”داركو جوغو” أستاذ الإلهيات في جامعة فوجا.

وفي مستهل اللقاء رحب السيد أبو الحسن نواب بالضيوف الكرام قائلاً: إن التأريخ يشهد بالعلاقة الوثيقة بين الشعب الإيراني والمسيحيين الأرثذوكس، بحكم علاقة الجوار مع الشعوب المسيحية في الدول المجاورة ومعظمهم من المسيحيين الأرثذوكس. وهذه العلاقة كما هي علاقة جوار جغرافي فهي أيضاً علاقة دينية.

وأضاف: إن جامعة الأديان والمذاهب هي في الواقع الجامعة الوحيدة في العالم الإسلامي المعنية بشؤون الأديان ولا مثيل لها في الدول الإسلامية الأخرى. مؤكداً إن جامعة الأديان والمذاهب هي لجميع الأديان برمتها ولا تخص ديناً معيناً. ولا مبالغة في القول بإن هذه الجامعة فريدة في نوعها وتمثل حركة ونهضة حداثية في العصر الحاضر.

وأردف قائلاً: نشأنا منذ البداية وحينما كنا نتعلم اسم النبي محمد على تعلم أسماء الأنبياء العظماء الآخرين كالنبي عيسى والنبي موسى والنبي إبراهيم. فالمسلمون ملزمون على احترام الكتب السماوية مثلما يحترمون القرآن. فالتوراة والإنجيل كتابان سماويان ونحن ملزمون بالإيمان بهما. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل إن المسيحيين أيضاً يؤمنون بالكتب السماوية الأخرى؟ هل يمكنكم الإيمان بالقرآن كما نؤمن نحن بالإنجيل؟

واستطرد السيد نواب قائلاً: لقد باشرت جامعة الأديان والمذاهب حتى الآن بنشر 70 كتاباً حول المسيحية، ولم يسبق لأي مركز مسيحي القيام بمثل هذا العمل، أي لم يقم أي مركز مسيحي بنشر مثل هذا الكم من الكتب حول الإسلام. مؤكدأ: إن رؤيتنا وتطلعاتنا هي للمستقبل، فنحن لا نرمي لتخطئة التأريخ، وكل ما نأمل فيه هو المستقبل، فكلنا أمل في أن نجري حوارات جيدة ومثمرة في المستقبل، للتخفيف من حدة الآلام التي تعانيها البشرية، وخير دليل على ما نقول هو هذه الجامعة التي قامت بنشاطات كثيرة ومتنوعة في هذا المجال، ونحن على أتم الإستعداد لإجراء الحوارات والفعاليات العلمية المشتركة في مجال الحوار بين الإسلام والمسيحية.

من جانبه أعرب “الكساندر ياكوفاج” أستاذ الإلهيات في جامعة بلغراد عن شكره وامتنانه لجامعة الأديان والمذاهب على كرم الضيافة، مؤكداً: ما شاهدته في هذه الجامعة يؤكد على أنها مشروع كبير لم أر مثيلاً له في مكان آخر، وهذه من النقاط الإيجابية خلال هذه الزيارة إلى إيران.

وأضاف: لدينا علاقات وثيقة مع المسلمين في صربيا، ونشترك سوية في البرامج التلفزيونية، ويعود تأريخ علاقاتنا مع المسلمين في المنطقة إلى مئات السنين، وقد مررنا طوال هذه المدة وحتى العصر الحاضر بذكريات وتجارب إيجابية وسلبية، وأمامنا اليوم تحديات وفرص كثيرة، منها على سبيل المثال التعرف على الثقافة والتقاليد المشتركة واللغة المشتركة.

وأردف قائلاً: لا شك في أن هنالك فروقات دينية بيننا وبينكم، ولا نتوقع على الإطلاق أن تزول هذه الفروقات بصورة كلية، ولكن من جانب آخر أيضاً هنالك نقاط مشتركة وفي غاية التشابه بيننا وبينكم، كالأخلاق والمواضيع المرتبطة بالعائلة، ويجب علينا التأكيد على هذه النقاط والقواسم المشتركة لكي نتمكن من خلالها توثيق علاقات التعاون والتواصل، وبخاصة مع ما نشهده جميعاً اليوم وفي كل الأديان من تحديات خطيرة تتمثل بالعلمانية والإلحاد، وبتقديري إن حدة هذه الازمة في إيران أقل مما نشهده في صربيا، ولكنها على كل حال موجودة ويجب علينا التكاتف معاً لوضع الحلول المناسبة لها، وأنا على يقين بإمكانية صنع مستقبل لعالم أفضل من خلال التعاون المشترك.

وختم الأستاذ “الكساندر ياكوفاج” حديثه بالشكر والإمتنان مرة أخرى على كرم الضيافة قائلاً: ستظل الثقافة العظيمة والغنية لإيران وكرم الضيافة لدى الإيرانيين ماثلة في أذهاننا.

المحتوى المشابه