السيد أبو الحسن نواب:

حياة الكيان الصهيوني غير قابلة للاستمرار و إسرائيل ستزول

تاريخ النشر

أكد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الحسن نواب، مؤسس ورئيس مجلس أمناء جامعة الأديان والمذاهب، أن كيان الإحتلال الصهيوني لا يمكنه الإستمرار في الوجود وأن هذا الكيان المجرم سيندثر ويزول لا محالة.

وأشار سماحته خلال لقائه بكوكبة من المفكرين والشخصيات الأكاديمية في الهند، إلى جرائم كيان الإحتلال وقال: ما زال استشهاد سيد المقاومة ومصاب فقدانه أمراً لا أستطيع تصديقه. إن الشهيد السيد هاشم صفي الدين، الأخ العزيز على قلبي، إلى جانب السيد حسن نصرالله، كانا من أبرز قادة المقاومة وحزب الله، ولقد كان لهما دور محوري وتأثير بالغ في تقدم حركة الحزب، مضيفاً: لقد كانت لي علاقة وثيقة بهذين القائدين الكبيرين، وكلما زار أحدهما إيران، كان يتسنى لي شرف المشاركة في بعض اللقاءات معه.

وتناول السيد نواب خلال حديثه الإجابة عن ثلاثة تساؤلات محورية، وهي: “أولاً، لماذا تهمنا قضية فلسطين؟ وثانياً، لماذا نريد فلسطين؟ هل يقاتل أهل سوريا ولبنان وفلسطين نيابة عنا ضد العدو؟ والتساؤل الثالث والأهم، هل ستزول إسرائيل؟” وقال: ربما قرأت آلاف الصفحات حول الحروب العربية الإسرائيلية وتابعت التاريخ، خاصة تاريخ حروب 1948 و 1967 و 1973، يجب أن أقول إن هذا الورم الخبيث كان مقرراً له أن ينشأ في القرن الثامن عشر (أي في نهاية القرن الثامن عشر، عام 1890)، كمؤسسة دفاعية باسم وكالة الدفاع عن اليهود في سويسرا. وبعد تأسيس هذه المؤسسة، جرت ثمة أحداث في العالم، كان أحدها في عام 1914 في شارع في البوسنة والهرسك حيث اغتيل ولي عهد النمسا الأرشيدوق “فرانس فرديناند”، وأدى هذا الحادث إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.

وتابع: مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان اليهود يعلمون أن ألمانيا تقف وراء هذا الحرب، وأنها معادية للسامية، وعليهم أن يفكروا في مستقبلهم. في ذلك الوقت، كانت 54 دولة من دول العالم اليوم تشكل الإمبراطورية العثمانية، ومع سقوط الدولة العثمانية، تم رسم خريطة هذه المنطقة، أي إسرائيل، وبدأ اليهود بشراء الأراضي والمنازل، وهكذا تشكلت إسرائيل.

وأضاف السيد نواب: بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى والثانية وتأسيس دولة إسرائيل، اندلعت أول حرب شاملة في عام 1948، والتي تعرف حالياً بحرب 1948. وقد شارك في هذه الحرب جميع الجيوش العربية، كالجيش المصري الذي بلغ عديده 200 ألف جندي، والجيش السوري بـ 100 ألف جندي، بالإضافة إلى جيوش الأردن واليمن والعراق ولبنان. وكان الجنود في هذه الجيوش يتمتعون بعزيمة وإيمان قويين. ويروى أن جنود الجيش المصري كانوا يرددون تكبيرات وهم يعبرون قناة السويس، ولكن وبسبب خيانة، تسربت الخطة، فأشعل الإسرائيليون النار في قناة السويس مما أدى إلى احتراق عدد كبير من الجنود المصريين. ونتيجة لهذه الحرب، تم تسليم أراض فلسطينية، وشبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان، وجزء من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل في عام 1948.

وأردف قائلاً: بعد تلك الحروب والخيانات اللاحقة التي ارتكبتها بعض الدول الغربية والعربية في الصراع مع إسرائيل على مر التاريخ، تمكنت إسرائيل، بفضل الدعم العسكري الأمريكي الذي شمل أحدث أنواع الأسلحة والطائرات، من الحفاظ على وجودها في المنطقة ومواجهة أعدائها.

وأشار السيد نواب إلى كلمة الإمام الخميني (ره) خلال انتفاضة عام 1342، والتي ذكر فيها اسم أميركا وإسرائيل ثلاث عشرة مرة، واسم الشاه اثنتي عشرة مرة، وقال: أوضح لنا الإمام في ذلك الخطاب أن المشكلة الأساسية في المنطقة هي إسرائيل، وأن داعمها هو أميركا. وفي الوقت نفسه، كان جمال عبد الناصر، الذي كان أبرز المناهضين لإسرائيل، يعتمد على الحكومات العربية، وقد خرج من جلسة الأمم المتحدة احتجاجاً على خطاب رئيس وزراء إسرائيل، وتبعه 113 شخصاً آخرين من ملوك وأمراء ورؤساء وزراء ووزراء خارجية من دول عربية مختلفة. أما الإمام الخميني (ره) فقد اعتمد على الشعوب المسلمة، وقال: “لو اجتمع المسلمون وسكب كل واحد منهم دلواً من الماء على إسرائيل لأغرقوها”. وبذلك أظهر الإمام الخميني (ره) أن الاعتماد الحقيقي يجب أن يكون على الشعوب وليس على الحكومات. وأوضح بهذا التشبيه أن زوال إسرائيل سيكون على أيدي الشعوب المسلمة بجهودها، وليس على أيدي حكوماتها.

وتابع: كما ترون الآن، فقد فشلت نظريات الدول والحروب والجيش، وثار المسلمون في المنطقة ضد هذا الكيان القاتل للأطفال. لم تعرف دول المنطقة أي يوم سعيد طوال هذه السنوات، وقد سلبت إسرائيل الأمن والسلم من الناس في المنطقة على مدى الخمسين عاماً الماضية، وقامت بتشريد الناس وتسببت بدمار هائل.

وأضاف: نحن ندعم الشعب اللبناني والفلسطيني المظلوم، وهذا الدعم ينبثق من تعاليم ديننا وإنسانيتنا. لقد زرعت أميركا هذا الورم الخبيث هنا منذ عام 1948 بهدف تدمير المنطقة. إسرائيل عدو للمنطقة وعدو لنا، وهي تتعارض مع شعارات الثورة الإسلامية في إيران.

وتطرق السيد نواب إلى عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من العام الماضي وقال: يشكل سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، والذين يعيشون في مساحة 300 كيلومتر مربع فقط، أعلى كثافة سكانية في العالم. وكانت عاصفة الأقصى هي صبر الشعب الفلسطيني الذي فاض. لقد قرر الشعب الفلسطيني بنفسه واختار أن يشارك في عمليات مثل السابع من أكتوبر وعاصفة الأقصى وأن يلعب دوراً فيها. لقد أثبتوا أنهم لا يخافون من إسرائيل، تماماً كما لا يخاف الشعب الإيراني من إسرائيل ولا يشعر بأي خوف منها. ونحن مدينون بهذه الشجاعة للسيد القائد (دام ظله الوارف)، لأنه بتحمله لجميع الأقوال والحظر المفروض ضد الشعب الإيراني، أصر على المقاومة ضد هذا الكيان القاتل للأطفال وقاد الشعب. إن حياة النظام الصهيوني غير قابلة للاستمرار، وإسرائيل لن تبقى، ولا يوجد حل سوى الحل الذي نسلكه ونعمل عليه.

وأوضح قائلاً: إسرائيل تعاني من مشاكل داخلية كثيرة، بدءاً من المشاكل الاقتصادية والهجرة وصولاً إلى المشاكل العسكرية. ولا تنسوا أولئك الذين بدأوا حربهم ضد إسرائيل بالحجارة، فهم اليوم يقاتلون الإسرائيليين بأحدث الصواريخ والدبابات. ويجب القول إن الاستقطابات العالمية سياسياً لن تساعد قضية إسرائيل. فقد فقدت حكومة إسرائيل دعمها السياسي وتفقد المزيد منه. كما فقدت أيضاً دعمها الاقتصادي والشعبي، وهذه الهزائم ستستمر.

وأردف السيد نواب قائلاً: عندما تأكد خبر استشهاد السيد هاشم صفي الدين، أحسست بحزن بالغ. فقد كنت أعرف هذه العائلة، وآباءهم وأجدادهم. وكانوا على صلة قرابة بالسيد حسن نصرالله. أسأل الله تعالى أن يتغمدهما برحمته الواسعة وأن يوفقنا لتقدير جهود هذين الرجلين العظيمين.

وختم السيد نواب: لا شك في أن قول الإمام الخميني (ره) بأن كل راية تسقط من يد قائد ترفعها يد قائد آخر هو حقيقة واقعة. ويجب أن نشير إلى أننا قد قدمنا الشهداء في العراق دفاعاً عن العراق، وفي لبنان دفاعاً عن لبنان. وقد وقفنا بشجاعة إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة والشعب اللبناني.

المحتوى المشابه