أجرى سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الحسن نواب، مؤسس ورئيس هيئة أمناء جامعة الأديان والمذاهب، والوفد المرافق له، زيارة لمدرسة “دار العلوم” في مدينة “ديوبند” الهندية، حيث كان في استقباله حشد غفير من العلماء والشخصيات الدينية في هذه المدينة.
وفي كلمته أمام المستقبلين، أكد السيد نواب: إن العلاقات بين إيران والهند، وهما بلدان حضاريان عريقان، كانت ولا تزال قوية ومتينة، ونحن نرحب دائماً بتعزيز هذه العلاقات وتوسيعها.
وأضاف سماحته: إن التنوع الديني والمذهبي في الهند يجعلها مركزاً هاماً للحوار بين الأديان، ونحن حريصون على توسيع علاقاتنا مع المراكز الدينية والعلمية والثقافية في الهند.
وتابع: إن دخول الإسلام إلى الهند وانتشار العلوم والمعارف الإسلامية جعل للهند مكانة مرموقة بين الأمم.
وأردف قائلاً: يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). وهذه الآية الكريمة يجب أن تكون منهجنا، لأن الإسلام دين رحمة وسلام، ولا يسمح بالعنف الطائفي أو القومي أو العنصري، فالجميع سواسية أمام الله تعالى، وقد منح الله تعالى الكرامة للإنسان.
وإذ أكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تدعم العنف الطائفي وأنها تسعى إلى الأخوة العالمية، قال السيد نواب: بعد الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة الإمام الخميني (ره)، سعت إيران إلى إرساء قيم الأخوة والوحدة بين الدول الإسلامية، وقد تأسس مجمع العالم الإسلامي لأهل البيت (عليهم السلام) والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في هذا الإطار، وقد تم تحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال، وينبغي مواصلة هذه الجهود.
واعتبر السيد نواب أن تأسيس جامعة الأديان والمذاهب يعد إنجازاً كبيراً لإيران الإسلامية، مشيراً إلى أن هذه الجامعة هي جامعة للحوار، ونستقبل سنوياً وفوداً علمية وثقافية من جميع أنحاء العالم للحوار وتبادل الأفكار والآراء.
وأضاف: لقد تم إنجاز الكثير من الأبحاث العلمية في جامعة الأديان والمذاهب حول الأديان والمذاهب، ونأمل أن نتعاون مع علماء مدرسة “دار العلوم” لتوسيع هذه الجهود.
وتطرق سماحته إلى جرائم الإحتلال الصهيوني في قتل المظلومين في غزة ولبنان وقال: إن المدنيين الأبرياء في غزة ولبنان يتعرضون اليوم لمجزرة علنية على يد الكيان الصهيوني الغاصب، وعلى علماء المسلمين وجميع أحرار العالم أن يتحدوا لدعم هؤلاء الأبرياء والوقوف في وجه هذه الجرائم البشعة.
من جهتمها، أعرب المولوي أبوالقاسم نعماني مدير مدرسة “دار العلوم” والمولوي سيد ارشد مدني رئيس جمعية علماء الهند عن سعادتهما بلقاء سماحة السيد أبوالحسن نواب والوفد المرافق له، وقدما عرضاً حول الأنشطة العلمية والثقافية التي تقوم بها مدرسة دار العلوم، وأثنيا على توسيع التعاون العلمي والثقافي بين إيران والهند.