أصدر سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الحسن نواب، مؤسس ورئيس هيئة أمناء جامعة الأديان والمذاهب، بياناً بمناسبة استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على يد الكيان الصهيوني المجرم.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
مرة أخرى، فُتحت صفحة جديدة في دفتر الشهادة بمدرسة المقاومة، واستشهد قائد آخر في طريق القدس الشريف، ليؤكد أن طريق المقاومة الذي تحول الآن إلى طريق عظيم، لا يزال مفتوحاً ومزدحماً. وإذا سقط علم قائد، يرفع قائد آخر راية المقاومة، ويحملها على عاتقه، ويستمر هذا الطريق الدامي المجيد.
لقد قضى الشهيد يحيى السنوار، الذي كان بمثابة مكتبة كاملة للمقاومة، حياته كلها في الجهاد والمقاومة، بدءاً من نشأته في مخيم للاجئين في خان يونس، ومروراً بـ 22 عاماً قضاها في سجون الصهاينة، ثم العيش في سجن كبير محاصر هو غزة، وصولاً إلى القتال في الأنفاق المتشابكة والاشتباكات المباشرة مع العدو الغادر.
كان مبتكراً ومنفذاً لعملية طوفان الأقصى، التي كانت ردة فعل إنفجارية لكل الأفعال الجبانة التي ارتكبها العدو المحتل وداعموه الغربيون بحق الشعب الفلسطيني المظلوم على مدى عقود. لقد أرعب هو وقادته وجميع رفاقه الأعداء، وأيقظ الأصدقاء من الغفلة والكسل بحركتهم الهدامة.
والآن، فقد استشهد هذا البطل الذي كان يتلو نهج البلاغة لعلي بن أبي طالب، ويحرض على نهج كربلاء، ويبرز دعم إيران للمقاومة الإسلامية أمام الحكومات العربية المتخاذلة، استشهد في النهاية، ليس في فراش المرض أو في مخبأ في الأنفاق، بل في ميدان المعركة المباشرة مع العدو الخسيس المجرم.
عندما ننظر إلى سجل الشهادة والمقاومة المشرف، ندرك أن هناك قيماً عالية سامية تتجاوز كل الإنتماءات الحزبية والتنظيمية أو الدينية والطائفية، فمن يتصف بهذه القيم يفقد كل ألوان الإنتماءات، ولا يتبقى له سوى الصبغة الإلهية “ومن أحسن من الله صبغة”.
نحن اليوم نكرم ونحيي مجاهدي فلسطين، من عز الدين القسام إلى الشيخ أحمد ياسين، ومن إسماعيل هنية إلى يحيى السنوار، ونقف إجلالاً لهم، دون أن نعير اهتماماً لانتماءاتهم الدينية، لأنهم رمز للشجاعة والمقاومة في سبيل الله ولله، وهذه قيمة سامية نبيلة يسعى إليها جميع أولياء الله. رحمه الله برحمته الواسعة وبارك في مسيره.
السيد أبو الحسن نواب
مؤسس ورئيس هيئة أمناء جامعة الأديان والمذاهب