بحضور السيد أبو الحسن نواب، مؤسس ورئيس هيئة أمناء جامعة الأديان والمذاهب، عقدت في مدينة “سهاران بور” الهندية مؤتمراً موسعاً تحت عنوان “الدين والإنسانية”.
وأكد السيد نواب في كلمته أمام المؤتمر على العلاقات المميزة بين الشعبين الإيراني والهندي في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن الشعب الهندي كان على مر العصور رمزًا للصبر والتسامح، وعندما حاول الإنجليز زرع بذور الفتنة والشقاق في هذا البلد، أبدى هذ الشعب صبراً كبيراً على تلك الظروف القاسية وأحبطوا مخططات أعدائهم.
وأضاف: إن الغرب لا يزال يسعى إلى زرع الفتنة بين المسلمين والهندوس، والشعب الهندي يدرك جيداً المخططات الخبيثة لأعدائه، ويرفض أن يفرض عليه الغرب قراراته وأن يزرع بين أفراده الفرقة والبغضاء.
وأردف قائلاً: يجب أن نؤكد بصوت عالٍ على أن الشعب الهندي شعب حيوي وناجح. كما يجب علينا أن نشكر الشعب الهندي على حکمته وصبره، فحينما ظهرت مشكلة داعش والتطرف في الشرق الأوسط، لم ينجرف الشعب الهندي وراء هذه التيارات، بل حافظ على نفسه من التطرف.
وتابع السيد نواب: اجتمعنا اليوم لنناقش موضوع العلاقة بين الدين والإنسان. يقول القرآن الكريم إن الدين هو هدى للناس. يقول تعالى “إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَ هُدًى لِلْعَالَمِينَ”. أي أن بيت الله الحرام بني للناس جميعاً وهو هدى للعالمين، وهذا يعني أن جوهر الدين هو الهداية للبشرية. إن نبينا محمد المصطفى (ص) لم يأت بدين جديد بل أكمل ما جاء به الأنبياء من قبل. فقد قال (ص): “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. وقال إبراهيم عليه السلام: “حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ”، أي أن أتباع الأديان الإبراهيمية جميعاً مسلمون حقًا. ومعنى الدين هو الخضوع لله والانقياد لأمره والسعي في خدمة الإنسانية. وقد ساوى الله تعالى بين طريقه وطريق عباده في آيات كثيرة من القرآن الكريم.
وأوضح: إن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم قصة بني إسرائيل فقال: “ضُرِبَت عَلَيْهِمُ الذِلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ”. أي أن الذلة صارت عليهم أينما كانوا إلا إذا تمسكوا بحبل الله وحبل الناس، وذلك بسبب كفرهم. وفي آية أخرى يقول تعالى: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ”. أي لماذا لا تجاهدون في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين؟ وقال تعالى لنبيه الكريم (ص): “هو الذي أيَّدك بنصره وبالمؤمنين”. أي أن الله عز وجل نصرك بنصره ونصر المؤمنين.
وختم السيد نواب قائلاً: علينا أن نتمسك بحبل الله وحبل الناس. لقد قمتم بتنظيم هذه الندوة في يوم عمل، وأنا أعلم أنكم ضحيتم بوقتكم وجهودكم من أجل إنجاح هذا اللقاء، وأشكر لكم جهودكم الكبيرة، وأخص بالشكر الأخوات الكريمات، وأدعو الله أن ينصر أهل غزة.