الدكتور طالبي دارابي:

مؤتمر “برلمان أديان العالم” يبرز الصورة العلمية والمعنوية للأديان

تاريخ النشر

أقامت دائرة شؤون "أوروبا وأميركا" بجامعة الأديان والمذاهب، مختبراً علمياً بعنوان "التعرف على برلمان أديان العالم"، بالتعاون مع الجمعية العلمية بكلية الأديان، وتقديم الدكتور "طالبي دارابي"، عضو الهيئة العلمية بجامعة الأديان والمذاهب ومدير مجموعة البحوث الدينية بالجامعة.

همایش پارلمان ادیان جهان

وقدم الدكتور طالبي دارابي في حديثه، تقريراً موسعاً حول برامج مؤتمر برلمان أديان العالم، وقال: إن برلمان أديان العالم “The Parliament of the World’s Religions” هي مؤسسة أهلية مقرها في مدينة شيكاغو الأميركية، تقام فيها المؤتمرات الدولية المرتبطة بمجال الحوار والتواصل بين الأديان، وقد تم تأسيس هذه المؤسسة في عام 1988 بهدف إنشاء “منصة المشاركة العالمية” بين الأديان الشرقية والأديان الغربية. ويتم تأمين تكاليف هذه المؤسسة والبرامج التي تقيمها من خلال حقوق العضوية وكلفة المشاركة في المؤتمر.

وأضاف الدكتور طالبي دارابي: وفقاً للأهداف المذكورة في البيان التأسيسي الصادر بشأن هذه المؤسسة الدولية، فإن المؤسسة تعمل على تقديم الخدمات للقضايا المصيرية حول العالم من أجل التوصل إلى التفاهم بين المجتمعات الدينية. ومن أهداف المؤسسة أيضاً السعي لتعزيز الحوار الخاصة بمجال الشؤون المرتبطة بالبيئة، وتنمية دور المرأة في المجتمعات، والحد من العنف والكراهية بين أتباع الأديان المختلفة.

وتابع: جاءت الفكرة الإبتدائية لتأسيس هذا البرلمان في عام 1893 عن طريق رجل الدين البروتستانتي الأميركي “جون هنري باروز”. وبعد طرح هذه الفكرة انتخب رئيساً للجنة العمومية بالبرلمان. وانعقدت أولى الجلسات في نفس ذلك العام، وحينها منع السلطان العثماني المسلمين من الحضور في إجتماعات البرلمان. وفي الجلسة الإفتتاحية، ألقى الراهب الهندوسي “ويوكاناندا” الذي دعي إلى الإجتماع كممثل للهندوسية، كلمة كانت لها انعكاسات واسعة في وسائل الإعلام الأميركية، وكانت الجملة الأولى التي نطق بها “أخواتي وإخواني الأميركيين”، وهي نفس الجملة التي تكررت عدة مرات في افتتاحية المؤتمر في 11 أيلول/سبتمبر. ومنذ ذلك الحين تغيرت الرؤية الأميركية بالنسبة للديانة الهندوسية، وأقيمت المئات من الفعاليات الخطابية والندوات لنشر أصول الفلسفة الهندوسية في أميركا وبريطانيا وسائر الدول الأوروبية.

ولفت الدكتور طالبي دارابي، إلى أن من أهم مميزات هذا المؤتمر الكبير هو الحضور والمشاركة العملية للأديان، فجميع الأديان لديها الحرية الكاملة في ممارسة طقوسها العبادية والمعنوية، وهذا الموضوع يضفي نكهة مميزة للمؤتمر ويمنحها جاذبية خاصة.

وقال: خلال المؤتمر الذي عقده البرلمان عام 2004، كان يشغل كل دين مكاناً خاصاً، وتمت تسمية كل مكان حسب الطقوس والعقائد الخاصة بذلك الدين. فمثلاً تمت تسمية المكان الخاص بالدين الإسلامي “مسجد المسلمين”. ولكن في عام 2009 وأثناء انعقاد المؤتمر في استراليا تم تغيير تلك الأسامي، حيث تم تسمية القاعات بأماكن التأمل، على سبيل المثال “قاعة تأمل المسلمين” و”قاعة تأمل البوذيين” و”قاعة تأمل المسيحيين”، وهذا يدل على استشراق الغربيين.

وأشار إلى أنه لا يوجد هناك أي عوائق أمام الأديان للمشاركة في المؤتمر، فكل شخص يمكن له أن يقدم مقالته إلى المؤتمر، ويتم الموافقة عليها بلا استثناء، ولهذا السبب تم إنشاء قاعات متعددة لكي يتسنى تغطية كافة فعاليات المؤتمر بما فيها الجلسات والخطابات. وبسبب كثرة الإجتماعات والخطابات ومحدودية الوقت، يتم وضع برنامج خاص يمكن من خلاله عقد عدة جلسات في وقت واحد، ليتسنى للجميع فرصة التعريف بدينه.

وأضاف: أن من جاذبيات مؤتمر برلمان أديان العالم، هو مشاركة التيارات الدينية والمذهبية الحديثة، فهذه التيارات تشارك دائماً بقياداتها في إجتماعات المؤتمر وتسعى لتقديم الأفكار والمعلومات المرتبطة بها.

وختم الدكتور طالبي دارابي بالقول بأنه وبالرغم من هذا المؤتمر العالمي هو بمثابة اجتماع ديني كبير على مستوى العالم، إلا أنه يلاحظ عدم انعكاس المؤتمر في وسائل الإعلام الغربية المهمة والمؤثرة في صنع القرار. وربما يعود السبب وراء ذلك إلى أن هذا المؤتمر، هو مؤتمر ديني يجتمع فيه علماء الأديان من أقصى نقاط العالم للتحدث حول أديانهم ومعتقداهم، ويبدو أن العالم الليبرالي العلماني لا يستسيغ هذه الفكرة، ولذلك نرى أن أخبار المؤتمر تنعكس فقط في وسائل الإعلام المحلية للدولة المنظمة.

 

المحتوى المشابه