المذاهب الفقهية (الدراسات المقارنة للمذاهب الإسلامية)

المذاهب الفقهية (الدراسات المقارنة للمذاهب الإسلامية) تشتمل الخطة الدراسية لمرحلة الدكتوراه في فرع “الدراسات المقارنة للمذاهب الإسلامية” على برنامج متكامل ينطبق مع معايير وضوابط اللجنة العليا للتخطيط في وزارة العلوم والدراسات والتكنولوجيا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتتناول الدراسة في هذا الفرع أوجه الإشتراك والإفتراق بين المذاهب الإسلامية، وأسس تلك المذاهب وأصولها، والمسار التأريخي لتطورها على مر الأزمنة والعصور.

إن الأحكام والتكاليف الشرعية تعتبر جزءا لا يتجزأ من تعاليم الدين الإسلامي، ولقد كان لفقهاء الإسلام دوراً بارزاً وأساسياً في حياة المجتمعات الإسلامية على الصعيدين الفردي والإجتماعي، بل قد كان لهم في بعض المراحل الزمنية نفوذاً واسعاً في مجمل التطورات والأحداث السياسية، ومكانة تضاهي الزعماء والحكام السياسيين. ومن هذا المنطلق ينبغي القول بأن دراسة العلوم الفقهية وأصولها ومصادرها دراسة تخصصية، يعتبر أمراً ضرورياً وجديراً بالإهتمام.

ومن جهة أخرى، فإن من غير الممكن إجراء الدراسات في هذا المجال بدون التطرق إلى المسار التأريخي لتطور العلوم الفقهية وتكاملها، ومن غير الحديث عن العلاقة والتواصل العلمي بين رواد الفقه والأصول والعلوم والمعارف ذات العلاقة بالفقه، كعلم الرجال والحديث.

مضافاً إلى ذلك، ينبغي الإشارة إلى أن المراكز الدينية والفقهية، سواء على مستوى الحوزات العلمية ومراكز الدراسات الدينية العليا، أو على صعيد المؤسسات الأكاديمية، تواجه في الوقت الحاضر تحديات حقيقية تتمثل في قدرتها على الإجابة على التساؤلات المعقدة المطروحة على الساحة العلمية في العصر الحديث.

كل ذلك يستدعي إعداد وتأهيل الطاقات والكوادر العلمية المتخصصة من ذوي الخبرة بعلل وأسباب الخلافات الفقهية بين المذاهب الإسلامية وطرق الإجتهاد وأساليب الإستنباط الفقهي.

ومن المواضيع المؤثرة لتحقيق الهدف في هذا السياق هو فهم العلاقة بين علم الفقه مع سائر العلوم الإنسانية، والمكانة الخاصة للتنظير في هذا العلم وفي سائر العلوم الأخرى ذات العلاقة كعلم الأصول والرجال والحديث.

وإضافة لذلك، فإن التعرف على المذاهب الفقهية الإسلامية من شأنه أن يعزز التواصل بين الأساتذة والباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية في المجالات الفقهية والعلوم المرتبطة بها، ويفسح المجال أمام التقريب والحوار بين المذاهب الإسلامية وصولاً إلى تحقيق وحدة الأمة الإسلامية.

ويكتسب خريجو هذا الفرع المستوى العلمي المطلوب لدراسة الآراء والأقوال المختلفة للمذاهب الفقهية والتعرف على كيفية الإستدلال والإستنباط فيها، والإستفادة من الآراء والنظريات التجديدية في كل مذهب في سبيل تعزيز الجهود المبذولة لتكامل علم الفقه. كما يمكن للخريجين العمل في مجال التدريس في هذا الفرع وإجراء البحوث والدراسات في مجال الموضوعات الفقهية للمذاهب الإسلامية. كما يمكنهم العمل كمستشارين أكاديميين في المؤسسات والمراكز الثقافية المعنية بشؤون المذاهب الإسلامية.

ويكفي للدراسة في هذا الفرع أن يكون المتقدم للدراسة حاصلاً على شهادة الماجستير أو ما يعادلها. ويشترط أن تكون الشهادة مصدقة من القنصلية الإيرانية في الدولة التي صدرت فيها الشهادة. ولا يشترط لغير الحاملين للجنسية الإيرانية المتقدمين للدراسة في هذه المرحلة، مطابقة الفرع في المرحلة الدراسية السابقة مع هذا الفرع. وعلى هذا الأساس يمكن لأي طالب حاصل على شهادة الماجستير خارج إيران في أي فرع، التسجيل في مرحلة الدكتوراه في هذا الفرع، بعد تقييم كفاءته العلمية للدراسة في هذا الفرع وموافقة أعضاء الهيئة العلمية لمجلس القسم، ومن الطبيعي أن تكون للفعاليات والنشاطات المتنوعة للطالب دوراً في موافقة الهيئة العلمية، كالتأليف وكتابة المقالات العلمية والصحفية، وكذلك مستوى اهتمام الطالب بهذا المجال.

ويستغرق البرنامج الدراسي لمرحلة الدكتوراه في فرع “المذاهب الفقهية” أربع سنوات، وتعادل ثمانية فصول دراسية نصف سنوية، بواقع أربعة فصول دراسية نصف سنوية للتعليم، وفصل دراسي نصف سنوي واحد للإختبار الشامل، وثلاثة فصول نصف سنوية لتدوين الرسالة العلمية. ويجتاز الطلاب الوحدات الدراسية التكميلية في الفصل الأول للدراسة، وفي الفصول التالية يجتازون الوحدات الأساسية والإختيارية.

ويشتمل برنامج الدكتوراه في هذا الفرع على (52) وحدة دراسية، وهي عبارة عن (18) وحدة دراسية أساسية و (16) وحدة دراسية تكميلية، و (18) وحدة دراسية للرسالة العلمية.

وتتضمن المقررات الدراسية الأساسية عناوين منها: “خصائص المدارس الأصولية في المذاهب” و”تأثير الإختلاف الأصولي في الفقه” و”دراسة تطبيقية للقواعد الفقهية بين المذاهب” و”مكانة النظريات الفقهية في المذاهب (الأدلة، والمدلولات، والنطاق)” و”المباني الكلامية ذات التأثير في فقه المذاهب”. ومن عناوين المقررات الدراسية التكميلية: “تأريخ المذاهب الكلامية” و”تأريخ المذاهب الفقهية” و”حركة التقريب” و”الفقه الحنفي والشافعي” و”الفقه المالكي والحنبلي” و”الفقه الإمامي والزيدي”.