قد باشر هذا المركز عمله في بادئ الأمر مستعيناً بالمدد الفكريّ لعددٍ من علماء الحوزة العلميّة

تاريخ النشر

فإقبال المراكز والمؤسّسات التعليميّة والبحثيّة على الدراسات والأبحاث الدينيّة – خاصّةً التطبيقيّة منها – بات يمثّل ضرورة ثقافيّة ودينيّة في إطار دراسات الثقافة الإنسانيّة ككلّ. فالإنسان المعاصر يتطلّع إلى آفاقٍ بعيدةٍ وواسعةٍ في المجال الدينيّ، ويأمل سبر أغواره من خلال التحليل العلميّ والفكريّ الدقيق.

 

ولا شكّ أنّه في أعقاب الثورة الإسلاميّة التاريخية في إيران تبلور شكل من التقدّم العلميّ والفكريّ على جميع الصُعد العلمية والثقافية امتد الدين والمذهب، كما فُتحت آفاق علميّة جديدة في كافّة المجالات، لا سيّما الدراسات الدينيّة.

 

وفي عام 1995م شعر بعض رجال الثقافة ومناصري الدين في حوزة قم العلميّة أنّ مناخ البحوث الدينيّة المعاصرة في إيران والعالم بحاجةٍ إلى ابتكارٍ جديدٍ ومشروعٍ حديث، خاصّةً في مجال دراسة الأديان والمذاهب، وأحسّوا بضرورة القيام بنهضةٍ علميّةٍ في هذا المضمار.

 

هذا التشخيص القائم على أساس التطلّعات الثقافيّة والإنسانيّة المقترنة بأفقٍ فكريٍّ ثاقبٍ، كان نواة لتأسيس "مركز دراسات وبحوث الأديان والمذاهب".

 

وقد باشر هذا المركز عمله في بادئ الأمر مستعيناً بالمدد الفكريّ لعددٍ من علماء الحوزة العلميّة في قم، اعتماداً على إمكاناتٍ قليلة ودعمٍ متواضعٍ، وفي محيط صغير في الحجم كبيرٍ في التطلّعات والآمال.

 

وقدكانت الدورة الأولى من عمل المركز عبارة عن حلقةٍ تعليميةٍ مدتها أربع سنوات، تضمّن برنامجها ثلاث فروع (مجالات) هي:

 

ـ الأديان الإبراهيميّة (المسيحيّة، اليهوديّة(

 

ـ الأديان غير الإبراهيميّة (البوذيّة، الهندوسيّة، أديان الشرق الأقصى، الأديان الإيرانيّة القديمة(

 

ـ المذاهب الإسلاميّة (المذاهب الكلاميّة، الفرق والتصوّف(

وكان جميع الطلبة الذين تمّ اختيارهم وقبولهم في هذه الدورة من نخب الحوزة العلميّة، الذين تابعوا الدراسة في الفروع المذكورة إلى جانب مواصلة دراستهم الحوزوية، وتلقيهم دروساً في تعلّم بعض اللغات الأجنبيّة كالإنجليزيّة والسنسكريتيّة والعبريّة، باعتبارها أولويّةً أساسيّةً في مجال دراسة الأديان العالميّة.

 

مؤسّسة التعليم العالي

 

إنّ تشييد مركز علمي واعتباره أحد مؤسّسات التعليم العالي متوقّف على جملة شروطٍ تحددها قوانين وضوابط وزارة العلوم والتعليم العالي. وقد أقرت هذه الوزارة بعد الدراسة والتحقيق اللازم أنّ "مركز دراسات وبحوث الأديان والمذاهب" يمتلك الخصوصيّات والمزايا المطلوبة، وهو مؤهّل لأن يتحوّل إلى جامعةٍ ومركزٍ للتعليم العالي.

المحتوى المشابه